الحمد لله العلي في علاه , من توكل عليه كفاه , ومن ادام ذكره وقاه , ومن دعاه
اجابه و اعطاه,اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له , و لا معبود بحق
في الوجود سواه ,عظمته في ارضه و سماه و اشهد ان سيدنا محمدا عبده
و رسوله العبد الذليل لربه و مولاه , و المتبع لما يحبه و يرضاه,
صلى الله وسلم عليه كلما حفظت النفس , و طهرت من الرجس
و على اله وصحبه و من سار على نهجه الى يوم الدين.
اما بعد :
فان نعمة حلاوة الايمان و لذة الطاعة و الاحسان , من النعم التي لايدركها كنهها
و لايعرف قيمتها الا من داقها و احسن بها و عاش معها , ولذة العبادة
و الطاعة لذة لا يستشعر اثرها الا من تدوق طعمها و انس بوجودها .
و قال تعالى في كتابه الحكيم :
"فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام و من يرد ان يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين
لا يؤمنون (125) و هذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا
الايات لقوم يذكرون (126) " سورة الانعام
و لقد اخبرنا النبي صلى الله عليه و سلم ان الايمان طعما و حلاة لايحسها يتدوقها
الا من رضي بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا .
عن عامر بن مسعود عن العباس بن عبد المطلب انه سمع
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا
و بالاسلام دينا و بمحمد رسولا . اخرجه احمد و مسلم
وحلاوة الإيمان تستلزم من المؤمن أن يكون وقافاً عند أو امر الله تعا لى
فيجده الله حيث أمره ويفتقده حيث نهاه ، وأن يجعل الرضا عن الله تعالى
دثاره ، وحسن التوكل عليه عنوانه وشعاره .
وأن يسلك سبل الطالبين لحلاوة الإيمان فيجاهد نفسه ويحسن عباد ة ر به
، كما يحسن مصاحبة الأخيار الأبرار .
اللهم زينا بزينة الإيمان وأذقنا حلاوته ، وأعنا على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك .
اللهم ثبتنا على دين الإسلام وأحسن ختامنا وتوفنا مسلمين وألحقنا
بالصالحين،اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، ونسألك ربي
العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها
وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
منقول : إليآس